بَابُ بَدءِ الوَحيِ
1- حَدثَنَا الحُمَيدِي عَبدُ اللهِ بنُ الزبَيرِ، قَالَ: حَدثَنَا سُفيَانُ، قَالَ: حَدثَنَا يَحيَى بنُ سَعِيدٍ الأَنصَارِي، قَالَ : أَخبَرَنِي مُحَمدُ بنُ
إِبرَاهِيمَ التيمِي، أَنهُ سَمِعَ عَلقَمَةَ بنَ وَقاصٍ الليثِي، يَقُولُ: سَمِعتُ عُمَرَ بنَ الخَطابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَلَى المِنبَرِ قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ
إِنمَا الأَعمَالُ بِالنياتِ، وَإِنمَا لِكُل امرِئٍ مَا نَوَى، فمَن كَانَت هِجرَتُهُ إِلَى دُنيَا يُصِيبُهَا، أَو إِلَى امرَأَةٍ يَنكِحُهَا، فَهِجرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ »
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3/1 ) -[ش أخرجه مسلم في كتاب الإمارة بقوله قوله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنية رقم 1907 ) 1
(إنما الأعمال بالنيات) أي صحة ما يقع من المكلف من قول أو فعل أو كماله وترتيب الثواب عليه لا يكون إلا حسب ما
ينويه. و (النيات) جمع نية وهي القصد وعزم القلب على أمر من الأمور. (هجرته) الهجرة في اللغة الخروج من أرض إلى
أرض ومفارقة الوطن والأهل مشتقة من الهجر وهو ضد ال وصل. وشرعا هي مفارقة دار الكفر إلى دار الإسلام خوف الفتنة
وقصدا لإقامة شعائر الدين. والمراد بها هنا الخروج من مكة وغيرها إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (يصيبها)
يحصلها. (ينكحها) يتزوجها. (فهجرته إلى ما هاجر إليه) أي جزاء عمله الغرض الدنيوي الذي قصده إن حصله وإلا فلا شيء له ]
والظاهر أن الحكمة من البدء بهذا الحديث التنبيه على الإخلاص وتصحيح النية من كل طالب علم ومعلم أو متعلم وأن
طالب العلم عامة والحديث خاصة بمنزلة المهاجر إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
[6553 ،6311 ،4783 ،3685 ،2392 ،54]
2- حَدثَنَا عَبدُ اللهِ بنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخبَرَنَا مَالِكٌ، عَن هِشَامِ بنِ عُروَةَ، عَن أَبِيهِ، عَن عَائِشَةَ أُم المُؤمِ نِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، أَن
الحَارِثَ بنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيفَ يَأتِيكَ الوَحيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ:
«أَحيَانًا يَأتِينِي مِثلَ صَلصَلَةِ الجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدهُ عَلَي، فَيُفصَمُ عَني وَقَد وَعَيتُ عَنهُ مَا قَالَ، وَأَحيَانًا يَتَمَثلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ »
قَالَت عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: وَلَقَد رَأَيتُهُ يَنزِلُ عَلَيهِ الوَحيُ فِي اليَومِ
الشدِيدِ البَردِ، فَيَفصِمُ عَنهُ وَإِن جَبِينَهُ لَيَتَفَصدُ عَرَقًا
[تعليق مصطفى البغا]
4/1 ) -[ش أخرجه مسلم في الفضائل باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم في البرد وحين يأتيه الوحي رقم ) 2
2333
(صلصلة) هي صوت الحديد إذا حرك وتطلق على كل صوت له طنين. والمشبه هنا صوت الملك بالوحي. (فيفصم) يقلع
وأصل الفصم القطع من غير إبانة. (وعيت) فهمت وحفظت. (ليتفصد) يسيل من الفصد وهو قطع العرق لإسالة الدم شبه
الجبين بالعرق المفصود مبالغة من كثرة عرقه]
[3043]